مركز أبجد: لتحسين الأمن البشريّ في طرابلس وتمكين أبنائها إقتصاديًا

“أبجد”، أو “سينما الأندلس” سابقًا، مركز ثقافيّ إجتماعيّ مجّهز ومفتوح، يستفيد من خدماته في كل عام الآلاف من أفراد المجتمع المحيط، والزوّار من الأحياء الفقيرة. يهدف هذا المركز بشكل أساسيّ إلى تحسين ظروف المعيشة بالنسبة للرجال، النساء والشباب والأطفال، في كل من أحياء باب التبانة وجبل محسن.

يدخل هذا المركز الإجتماعيّ الثقافيّ في إطار مشروع “تحسين الأمن البشريّ من خلال تطوير الأحياء والتمكين الإقتصادي للاجئين والمجتمعات المضيفة”، أو “شَنكَل”، المُمَوّل من “صندوق الأمم المتحدة الإستئماني للأمن البشريّ” بهبة من حكومة اليابان والمنفَّذ من قبل برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشريّة، هيئة الأمم المتحدة للمرأة، اليونيسيف، بالشراكة مع وزارة الشؤون الإجتماعية، بلدية طرابلس وجمعية يوتوبيا.

يشكّل مركز “أبجد” مكان آمن وفريد من نوعه في المنطقة. ويتضمّن المركز مجموعة من برامج الحماية، برامج لتوليد الدخل وتحسين فرص العيش لنساء وشباب المنطقة من اللّاجئين ومن المجتمعات المضيفة في مدينة طرابلس لا سيّما في منطقتي جبل محسن وباب التّبانة.

يهدف مركز “أبجد” إلى تحسين الظروف المعيشية للنساء والشباب والأطفال وذلك من خلال تنمية مهاراتهم الحياتيّة، تنظيم تدريبات مهنيّة لهم، بالإضافة إلى تحفيزهم للمشاركة في نشاطات ثقافيّة وبرامج وقاية قائمة على أسس ومبادئ الأمن البشريّ.

والجدير بالذكر أنّ “أبجد” يشكّل اليوم مساحةً مفتوحة أمام كافة الجمعيات المحليّة، حيث تستطيع أي جمعية الإستفادة من المركز وخدماته لإجراء نشاطاتها. فقدرة المركز على استيعاب عدد كبير من الأفراد ووجود قاعة سينما /مسرح، مكتبة عامة وغرفة كومبيوتر يجعله المكان الأمثل لتنفيذ أي من الأنشطة الثقافيّة والفنيّة والإجتماعيّة.

يستضيف مركز “أبجد” اليوم، العشرات من النشاطات المنفّذة من قبل الشركاء في برنامج “شنكل”. بما في ذلك الجمعيات (المنظمات غير الحكومية) المحليّة والدوليّة، القاعدة الشعبيّة والأفراد: أبعاد، الفيحاء، بسمة وزيتونة، الصّفدي، مركز الرحمة الطّبيّ، شبابيك، كارافان، منظمة الحق في اللّعب، أوكسفام، نادي ليو وغيرها…

تجديد السينما

عَرَفَت سينما الأندلس؛ الواقعة في شارع سوريا/ باب التّبانة؛ في فترة الستينات، عصرها الذهبيّ. ففي هذه الفترة كانت طرابلس تحوي 34 صالة سينما، من ضمنها صالة السينما الأكبر في لبنان (900 كرسيّ). كما كان الذهاب إلى السينما عادة لدى سكان المدينة. ولكن خلال الحرب الأهليّة تحوّلت معظم صالات السينما إلى قواعد عسكريّة للمقاتلين من كلا الطّرفين ما تسبّب في تضرّرها بشكل كبير.

منطقة صراع

يقع مركز أبجد في شارع سوريا في التبانة أي على خط التّماس بين منطقتي النزاع سابقًا جبل محسن والتّبانة. وهي نقطة حساسة للغاية،
حيث يمكننا وصف الوضع الإجتماعيّ في المنطقة بأفضل أحواله راكدًا أو حتى على وشك الإنفجار. كما وُصفت من قبل الكثيرين  بمدينة الأشباح.

باب التبانة، واحدة من أفقر المناطق في لبنان. فوفقًا لأحدث تقرير صادر عن الأمم المتحدة، طرابلس وباب التّبانة بشكلٍ خاص، سجّلت أعلى معدلات الفقر والبطالة والأميّة، إذ أنّ 51٪ من سكان باب التّبانة يعيشون تحت خط الفقر.

عانت هذه المناطق من إهمال الدولة على مدى العقود الثلاثة الماضية، هذا الأمر سبَّبَ فتورًا في المشاركة المدنية وتزايدًا في ميل الشباب ليشاركوا في الإشتباكات العنيفة.

تعاني المناطق المستهدفة من المشروع من معدلات فقر مرتفعة، هذا بالإضافة إلى عجز في توفير الخدمات الحضرية المناسبة فضلًا عن إيجاد المسكن الملائم، وذلك يرجع إلى عدّة أسباب منها: النموّ السكانيّ المرتفع، التّدفق الكبير للسكان نتيجة انتقالهم من القرى للعيش في المدينة، بالإضافة إلى مسألة اللّاجئين. فيما يتعلّق بالخدمات الحضرية الأساسيّة، يواجه أصحاب المطالب مصاعب جمّة في تأكيد حقوقهم والواجبات في الوفاء بالتزاماتها فيما يتعلّق مثلًا بالوصول إلى المياه والصّرف الصّحيّ والتّعليم والمرافق الصّحيّة.