تعزيز التّماسك والإستقرار المجتمعيّ في التّبانة

يسعى برنامج الإستقرار المجتمعيّ للمنظمة الدوليّة للهجرة في لبنان الشّماليّ إلى تعزيز التّماسك والإستقرار المجتمعيّ، بغية التّخفيف من حدّة التّوتر بين سكان المنطقة الواحدة، من اللّبنانيّين والسوريّين، لا سيّما في المناطق التي استقبلت أعداد كبيرة من النازحين بسبب الأزمة السوريّة. ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ هذه المناطق كانت وما زالت محرومة، ومع الأزمة السوريّة والنزوح الكثيف إليها ازداد الوضع سوءًا.  فظهرت الحاجة إلى تنفيذ مشاريع تنموية تساهم في إحياء هذه المناطق والعمل على توفير الإحتياجات الأساسيّة لسكانها من اللّبنانيين والسوريين. ينفّذ هذا المشروع المجتمعيّ تحت عنوان: “بناء السلام من خلال التّعاون”، وهو مموّل من الحكومة الكندية ويتمّ تنفيذه من قبل وكالة الأمم المتحدة للهجرة بالتّعاون مع جمعية يوتوبيا.

“بعل الدراويش – الّتبانة”، المنطقة المستهدفة من المشروع، بقيت لفترة طويلة من الزمن خط تماس، ما جعلها تعاني من الفقر والتّهميش والإهمال. هذا الأمر من شأنّه أن يعرّض أبناء هذه المنطقة لتبعات إجتماعيّة خطيرة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، تعاطي المخدرات، الإنخراط في مجموعات مشبوهة الأهداف، اللّجوء إلى السرقة وغيرها من الآفات.

يهدف المشروع بشكل أساسيّ إلى إحياء شعور المسؤولية المشتركة والتّضامن بين القاطنين في المنطقة. حيث أتاح المشروع فرصة لاجتماع أهالي بعل الدراويش من الجنسيتين اللّبنانيّة والسوريّة، وذلك من أجل العمل سويًّا على تحقيق الإستقرار والتقدّم في المجتمع ككّل، ما يخفّف أولًا من حدّة التّوتر بين سكان المنطقة المضيفة والنازحين السوريّين ويعود عليهم بالفائدة بشكل عام.

في إطار هذا المشروع، تشكّلت لجنتين ضمّت الأولى سيدات من المنطقة والأخرى رجال. تألّفت كلّ من هاتين اللّجنتين من أربعة وعشرين فردًا مؤثّرًا من اللّبنانيّين والسوريّين من منطقة بعل الدروايش. خضع أفراد هاتين اللّجنتين ولمدة ثلاثة أشهر، لدوراتٍ تدريبيّةٍ، في مركز “أبجد” الإجتماعيّ الثّقافيّ. تضمّنت الدورات تدريبًا على: المهارات الشّخصية، أساسيات حلّ النزاع، قواعد العمل الجماعيّ، بالإضافة إلى كيفيّة تصميم وكتابة مشروع.

شكّلت هذه الجلسات التّدريبيّة فرصةً لتلاقي الأفراد القاطنين في الحيّ والمنطقة عينها، وأتاحت إمكانيّة التّواصل فيما بينهم ما ساهم في خلق جو من الألفة بينهم وتعرفوا أكثر على بعضهم. وكان قد عرض أعضاء اللّجان، خلال هذه الجلسات، احتياجات المنطقة الأساسيّة واقترحوا عدّة مشاريع تنموية يكون الهدف منها السعي إلى تحسين وضع المنطقة، خلق فرص عمل لأبنائها.

في ختام برنامج الإستقرار المجتمعيّ، التّابع للمنظمة الدوليّة للهجرة، تمّ تنفيذ مشروعين مجتمعيّين بالتّعاون مع أبناء المنطقة، يعود كل منهما بالفائدة على أبناء المنطقة ككلّ دون استثناء.

ملعب كرة السلّة، هو المشروع الذي اقترحته اللّجنة المؤلّفة من الرجال، إدراكًا منهم لأهميّة الرياضة التي تحمي الشّبان من الإنجرار خلف بعض الآفات.

 الهدف من إنشاء ملعب كرة السلّة هو إتاحة الفرصة  لبناء العلاقات الإجتماعيّة البنّاءة بين أبناء المنطقة المضيفة والنازحين، وتعزيز أواصر المودّة والألفة بينهم. هذا ما ينمي الروح الرياضيّة لديهم، ويجعل منهم شباب واثقين من قدراتهم، ويمكنّهم من المساهمة في بناء السلام وإحداث تغيير إيجابي في مجتمعهم.

أمّا بالنسبة للمشروع الذي اقترحته لجنة السيدات فتمثّل بإنشاء “المشغل” وهو مخصّص لنجارة الحرف الفنيّة. أمّن “المشغل” اليوم فرصةَ عملٍ لسيدات المنطقة من الجنسيتين اللّبنانيَة والسوريّة، حيث تقوم السيدات بصناعة حرف فنيّة يدويّة وبيعها. هذا المشروع يساهم  في تأمين استقلالية المرأة من خلال تمكينها اقتصاديًا ، ما يعزّز دورها في المجتمع ويحميها من الإستغلال بكافة أشكاله.